ولد الشيخ عقيل إسماعيل مظهر في يوم ٥ أكتوبر ١٩٢٨، وهو شيخ الطريقة البرهامية الدسوقية الشاذلية.
والمقام لا يسع ذكر جميع مناقب الشيخ، ولا سيرته، ولكنه سلك طريق التصوف على نهج سيدي إبراهيم الدسوقي.
وكان في بداية أمره ينكر على أهل التصوف، ولا يسلم لهم في مواجيدهم وعلومهم، حتى أتته عدة إشارات واضحة تدعوه لسلوك الطريق، آخرها كان في روضة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أُرشد فيها لسلوك طريق سيدي إبراهيم الدسوقي
فعاش خادمًا لطريق الله تعالى، رافعًا لأعلام آل البيت والأولياء، غير مفرقًا بين طريق وطريق، أو بين ولي وولي.
خلاصة مشربه تتلخص في جملتان قالهما، نقلهما لنا عنه سيدي الشيخ أكرم رحمه الله وقدس سره.
الأولي: "سنصحح مسار التصوف بعدما انحرف به من انحرف".
والثانية: "هنا مدرسة الحب، لولا أنا ما جئتم أنتم، ولولا أنتم ما جئت أنا".
فعلى هذا الأساس من المحبة الخالصة لله ورسوله وآل البيت والصحابة والصالحين، المقترن بالتزام الشريعة الغراء ومنهج أهل الله الصافي، أقام الشيخ مدرسته ومشربه، وربى على ذلك أبناءه ومريديه.
فكان منبعًا للرحمة والرأفة والمحبة، ومع ذلك كان مهيبًا شديد الهيبة، وكان شديد المحبة لآل البيت والأولياء، لا يترك محضرًا من محاضرهم، ولا مولدًا من موالدهم إلا وحضره.
وكان شديد الحرص على أمر الشرع الشريف، وخدم طريق الله 25 سنة كاملة، بدأت في الليلة الختامية من مولد سيدنا ومولانا الإمام الحسين عام 1968، وانتهت في الليلة الختامية من مولد سيدنا ومولانا الإمام الحسين عام 1993.
ففي تلك الليلة، أقام الشيخ مجلس الذكر، وكان كلما تعب أحد المريدين وجلس قال له الشيخ "ماحدش يقعد، لما شيخكم يموت تبقوا تقعدوا". حتى انتهى المجلس، فخرج مسرعًا دون أن يسلم على الأحباب قائلًا "كفاية سلام مافيش وقت"، وأخرج ما في جيوبه وكأنه يتهيئ للقاء الله خاليًا من متاع الدنيا. وذهب لغرفته في الفندق الذي كان يقيم فيه أيام المولد واغتسل وتوضأ، ثم استلقى على فراشه وشرب شربة ماء، ثم أخرج نفسًا خرجت معه
روحه الطاهرة، لتتلقاها روح صاحب الفرح سيدنا ومولانا الإمام الحسين، وروح جده سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأرواح الصالحين الذين يحضرون هذه المحاضر المباركة.
فلقّب بشهيد الذاكرين، لأنّ روحه فاضت إلى ربّها عقب انتهاء مجلس الذكر مباشرة في ساحة سيّد الشهداء مولانا الإمام الحسين.
رضي الله عنه وقدس سره، وسار بنا على نهجه وطريقه، ونفعنا به وبسره، وجمعنا عليه في دار خير من هذه الدار إنه ولي ذلك والقادر عليه آمين.